بعد إسقاط المسيّرة بسوريا.. تركيا وأميركا تنسقان لتجنب حوادث مماثلة

تركيا تعلن "تحييد" 26 مسلحاً كردياً مع تصاعد الصراع في سوريا

بعد إسقاط المسيّرة بسوريا.. تركيا وأميركا تنسقان لتجنب حوادث مماثلة
من الضربات التركية أمس في الحسكة

قال مصدر بوزارة الخارجية التركية، إن الوزير هاكان فيدان، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة، وناقشا مسألة الطائرة المسيرة المسلحة التركية التي أسقطتها الولايات المتحدة في سوريا.

وأضاف المصدر أن الوزيرين اتفقا على تحسين عمل الآليات لتجنب أي صراع بين أنقرة وواشنطن خلال العمليات التركية في سوريا والعراق.

وتابع المصدر أن فيدان دعا الولايات المتحدة أيضا إلى وقف العمل مع وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.

وفي وقت سابق من اليوم، قالت تركيا إن إحدى طائراتها المسيرة فُقدت خلال عمليات ضد مسلحين أكراد في شمال شرق سوريا بسبب "تقديرات فنية مختلفة" مع أطراف ثالثة على الأرض، مضيفة أن أنقرة ستواصل ضرب أهداف المسلحين الأكراد في سوريا والعراق.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد أعلنت أن الولايات المتحدة أسقطت، أمس الخميس، طائرة تركية مسيرة مسلحة كانت تحلق بالقرب من قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال متحدث باسم البنتاغون، إن طائرات مسيرة تركية شوهدت وهي تنفذ ضربات جوية في الحسكة بشمال شرق سوريا، وإن طائرة مسيرة اقتربت من مسافة تقل عن نصف كيلومتر من القوات الأميركية، وبالتالي اعتبرت تشكل تهديدا وأسقطتها طائرة من طراز إف-16.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان اليوم، إنها تعمل مع الأطراف المعنية على الأرض لتحسين عمل آليات عدم الصراع على الأرض، دون أن تذكر اسم دولة بعينها.

وأضافت أن إسقاط طائرتها المسيرة لن يؤثر على عمليات أنقرة العسكرية في المنطقة.

وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش "حيد" 26 مسلحاً كردياً في شمال سوريا خلال الليل رداً على هجوم صاروخي على قاعدة تركية وذلك في تصعيد للتوتر بعد نحو أسبوع من هجوم بقنبلة في أنقرة. وتستخدم تركيا عادة مصطلح "تحييد" للإشارة إلى القتل.

وقالت أنقرة إن الهجوم الصاروخي الذي نفذته وحدات حماية الشعب الكردية السورية على القاعدة التركية أدى لمقتل شرطي تركي وإصابة سبعة ضباط وجنود في منطقة دابق بشمال غرب سوريا، مساء أمس الخميس.

وأضافت الوزارة أن تركيا شنت ضربات جوية بشكل منفصل، ودمرت 30 هدفاً للمسلحين الأكراد في أماكن أخرى بشمال سوريا، منها بئر نفط ومنشأة تخزين ومخابئ.

وكان حزب العمال الكردستاني المحظور قد أعلن مسؤوليته عن التفجير الذي وقع يوم الأحد في أنقرة وأدى إلى مقتل منفذي الهجوم الاثنين وإصابة شرطيين. وقالت تركيا إن منفذي الهجوم جاءا من سوريا لكن قوات سوريا الديمقراطية السورية نفت ذلك.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب على أنها منظمة إرهابية، وتقول إنها لا يمكن تمييزها عن حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع قتل فيه أكثر من 40 ألفا.

وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني، وليس وحدات حماية الشعب، على أنه منظمة إرهابية.

ووحدات حماية الشعب هي أبرز مكون في قوات سوريا الديمقراطية المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. وقد تسبب الدعم الأميركي لهذه الوحدات منذ فترة طويلة في توتر العلاقات مع تركيا.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات التركية أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص منذ تفجير أنقرة.

وقالت أنقرة، أمس الخميس، إن تنفيذ عملية برية في سوريا هو أحد الخيارات التي يمكن أن تدرسها. ونفذت تركيا عدة عمليات توغل بري من قبل في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب.